❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
يكتبها : محمد علي الحريشي
توج الرفض أو التراجع الأمريكي والصهيوني عن المضي في تطبيق مشروع الرئيس الأمريكي «ترامب» للسلام في غزة، بالخرق الكبير اليوم « الأحد»، الذي قام به الجيش الصهيوني بالغارات الجوية على مدينة غزة، لم تأتي الغارات الصهيونية على مدينة غزة اليوم، إلا تتويجاً لتراكم مشاعر الرفض الأمريكي والصهيوني والتراجع عن إتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
فما هي الأسباب والدوافع التي جعلت الرئيس الأمريكي ورئيس الحكومة الصهيونية يتحفزون لوقف المراحل مشروع خطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام في غزة؟ رغم الحضور الدولي والأقليمي في منتجع شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية؟!!!!، ندرك أن الرئيس الأمريكي «ترامب» هو تاجر صفقات، ويجيد إغتنام الفرص لتحقيق مكاسب، ليس بالضرورة أن تكون مكاسب مالية وإقتصادية فحسب، بل لقد إستطاع الدمج بين تحقيق المكاسب الإقتصادية والمكاسب السياسية في آن واحد،وبمجرد تحقيق المكاسب يمكنه التراجع الفوري عن تعهادته ومواقفه السياسية ويضرب بها عرض الحائط، بنفس إنتهازي جشع خالي من كل نواميس المبادىء والأخلاق، فقبل أن يجف حبر الأقلام التي وقع بها في شرم الشيخ، لمايسمى «بخطة ترامب للسلام»، وبمجرد عودة «ترامب» إلى واشنطن، وبعد إطلاق الأسرى اليهود من قطاع غزة، بدأ الرئيس الأمريكي يرسل إشارات مشجعة، إلى رئيس الحكومة الصهيونية للتراجع عن تنفيذ خطة السلام الأمريكية، عندما صرح بأن حركة حماس لم تفي بتعهداتها، بإطلاق جثث الأسرى اليهود، الذين قضت عليهم الغارات الصهيونية، ولوح بعبارة شجع بها رئيس وزراء العدو الصهيوني، للتراجع عن وقف العدوان على غزة، عندما قال «بكلمة واحدة مني لنتنياهو أجعله يعاود العدوان على غزة» فالرئيس الأمريكي يعتقد أنه قدم خدمة كبرى اللوبي اليهودي الصهيوني داخل الدولة الأمريكية بتحرير الأسرى اليهود، وبالتالي كسب دعمهم في الإنتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي لمرشحي الحزب الجمهوري، ليضمن سيطرته على السلطة في الفترة المتبقية من رئاسته، لكن هناك أسباب أخرى جعلت الرئيس الأمريكي يتراجع عن مواقفه للسلام في غزة، وهو الظهور القوي لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس والجهاد» في مدينة غزة، عقب خروج القوات الصهيونية من المدينة المدمرة، وكيف أستطاعوا السيطرة على الأوضاع الأمنية بسرعة مذهلة، وسيطرتهم على عناصر المليشيات المتعاونة مع العدو الصهيوني «جماعة الخائن ياسر أبو شباب»، كان ذلك الظهور القوي خارج عن كل الحسابات الأمريكية والصهيونية، الذين توقعوا أن حركة المقاومة الفلسطينية قد أصابها الوهن والضعف، وتم القضاء عليها وعلى عناصرها وسلاحها خلال العدوان الهمجي على مدينة غزة، كانت التقارير الميدانية الدورية ترفع للعدو الصهيوني والأمريكي، من قبل مليشيات أبو شباب، أنه قد تم القضاء على عناصر المقاومة الفلسطينية، وبمجرد خروج المدرعات والأليات الصهيونية من مدينة غزة، سوف تستلم المليشيات مقاليد الأمور وتسيطر أمنياً على الأوضاع في القطاع، وتكون تابعة وتنفذ مايطلبه منها الصهيوني والأمريكي، بناء على تلك التقارير الفضفاضة، بنى الرئيس الأمريكي «ترامب» مشروع خطته للسلام في غزة، وهو على يقين أن حماس قد تم القضاء عليها ولن تقوم لها قائمة فبني الرئيس الأمريكي مشروعه للسلام في غزة، وحشد عدد من الدول الغربية والعربية والإسلامية لحضور مراسيم مؤتمر شرم الشيخ، ليكسب هالة إعلامية ويكسب سياسياً، على إنه بطل السلام والقادر على الذي عجز عنه كل رؤساء أمريكا السابقين، وبالغ في تفاؤله عندما صرح وقال، إن السلام الذي يحققه في غزة، قد أنهى حروب وعداء بين المسلمين واليهود أمتد لعدة قرون،، كان يطلق ذلك التفاؤل وعينه وتفكيره وطموحه متجه نحو الظفر بجائزة «نوبل للسلام»، لكن كل تلك التوقعات والأحلام تلاشت، بعد عدم حصوله على الجائزة، وبعد أن أتضح زيف التقارير الميدانية التي كانت ترفعها مليشيات الخائن «ياسر أبو شباب»، والتي بنيت خطة ترامب على أساس المعلومات الكاذبة للمليشيات الطامحة بحكم غزة، والسيطرة على الأموال التي كانت سوف تتدفق، تحت بنود إعادة الإعمار والإغاثة وغيرها من العنواين، لذلك أصبحت خطة ترامب للسلام غير صالحة لدى الأمريكي والصهيوني، ولايمكن أن تنفذ في ظل وجود حركة المقاومة الفلسطينية، كقوة ميدانية تحكم سيطرتها على غزة، وتحضة بالدعم الشعبي الفلسطيني، حتى ولو تم نزع سلاحها فإنها ستضل قوة حية على الأرض،من هنا كانت المطالب التعجيزية من قبل رئيس الحكومةالصهيونية، بسرعة تسليم جثث الأسرى اليهود من قطاع غزة، لم تكن تلك المطالب غير مبررات فقط للتراجع عن ماتم الإتفاق عليه من خطة السلام، والتصعيد لمواصلة العدوان بمبررات واهية، وهي رفض حماس لتسليم السلاح، لأن الرغبة الأمريكية والصهيونية الحقيقية لم تتحقق، وهي تولي المليشيات العميلة المتعاونة مع العدو الصهيوني مقاليد الأمور في غزة.
وعليه على قوى المقاومة الفلسطينية وقوى محور المقاومة إدراك إن خطة تراب للسلام المزعومة، لم تعد ذات جدوى عند الأمريكي والصهيوني، ولن تنفذ مراحلها وفقاً لمصلحة الشعب الفلسطيني، وأن هناك مرحلة قادمة من المواجهات مع العدو الصهيوني، على قوى محور المقاومة الوقوف بشكل موحد، والتنسيق التام للمعركة القادمة إما أن نكون أو لانكون.